علن الديوان الملكي السعودي صباح أمس السبت وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد في المستشفى في نيويورك، وأشار إلى أنه سيشيع بعد غد الثلاثاء، وبعث قادة عرب ومسلمون وغربيون بتعازيهم إلى المملكة .
وقال الديوان
الملكي في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية إنه “ببالغ الأسى والحزن ينعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخاه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر السبت خارج المملكة إثر مرض عانى منه، وسيصلى عليه بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء في مسجد الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض” . وعزّى البيان الشعب السعودي .
والأمير سلطان من مواليد 5 يناير/ كانون الثاني ،1931 وهو الابن الخامس عشر من أبناء الملك عبدالعزيز الذكور ووالدته هي الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وهو أحد من يطلق عليهم مصطلح “السديريون السبعة” .
دخل الحياة السياسية عام 1943 عندما عينه والده الملك عبد العزيز رئيساً للحرس الملكي، وفي 22 فبراير/ شباط 1947 عين أميراً على منطقة الرياض . وبعد وفاه والده وتولي أخيه الملك سعود الحكم عين في ديسمبر/ كانون الأول 1953 وزيراً للزراعة والمياه، وفي 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 1955 عين وزيراً للمواصلات وظل بالمنصب حتى 22 سبتمبر/ أيلول ،1960 وفي 21 أكتوبر/ تشرين الأول 1962 عين وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام وهي الوزارة التي تولى مسؤوليتها حتى وفاته .
وبعد وفاة الملك خالد بن عبدالعزيز في 13 يونيو/ حزيران 1982 وتولي أخيه فهد بن عبد العزيز آل سعود الحكم، عين نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء إضافة إلى مسؤوليته وزيراً للدفاع . وبعد وفاة الملك فهد في 1 أغسطس/ آب 2005 وتولي أخيه عبدالله بن عبدالعزيز للحكم عين ولياً للعهد ونائباً أول لرئيس مجلس الوزراء مع احتفاظه بمنصبه السابق .
وكان ولي العهد السعودي البالغ من العمر 86 عاماً يعالج في الولايات المتحدة منذ يونيو/ حزيران الماضي، وقد خضع في يوليو لعملية جراحية . وقالت مصادر طبية ودبلوماسية إن الأمير سلطان كان “مصاباً بأمراض عدة أخطرها سرطان القولون” . وقد أدخل إلى قسم العناية الفائقة في مستشفى بريسبيتريان بعيد وصوله إلى هناك .
وأعلنت الكويت الحداد الرسمي ثلاثة أيام على وفاة ولي العهد السعودي، وأمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بتنكيس الأعلام داخل البلاد وعلى سفارات دولة الكويت في الخارج ابتداء من الثلاثاء .
وبعث الرئيس السوري بشار الأسد برقية تعزية إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز بوفاة شقيقه ولي العهد الأمير سلطان . ووصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان ولي العهد السعودي الراحل بأنه كان “صديق لبنان وحاضناً لقضاياه وجاهداً في سبيل وحدة الأمة العربية وخير دولها” . وقال رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن المملكة تخسر بغياب الأمير سلطان ركناً من أركانها الذين عملوا على نهضتها وتقدمها وتطورها، كما يخسر الشعب السعودي الشقيق راعياً من رعاته المخلصين الذين سهروا طوال سنوات، على توفير كل ما يؤمن له الرفعة والتقدم والهناء . أضاف أن “الأمة العربية والإسلامية تفتقد أحد رجالاتها البارزين الذين كانت له اليد الطولى في الدفاع عن حقوق العرب والمسلمين على مدى سنوات من العطاء” .
ودعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي إلى الوقوف دقيقة صمت أمس السبت حداداً على ولي العهد السعودي الذي وصفه بأنه “رجل دولة مميز وأحد المدافعين بقوة عن القضايا العربية والإسلامية” . وبعث الرئيس العراقي جلال الطالباني برقية تعزية إلى العاهل السعودي بوفاة المغفور له ولي العهد الأمير سلطان .
ونعت منظمة التعاون الإسلامي الأمير سلطان، ووصفت المنظمة في بيان الفقيد بأنه أحد كبار قادة الأمة الإسلامية الحكماء وكرس حياته الزاخرة بالبذل والعطاء في خدمة وطنه والأمة الإسلامية، مشيرة إلى أنه تميز بأياديه البيضاء ودوره المشهود في دعم مسيرة التضامن الإسلامي .
وقدمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون “تعازيها” بوفاة ولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز، قائلة “إننا سنفتقده” . وأشارت إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، قوية ودائمة .
واعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الولايات المتحدة خسرت “صديقاً غالياً” بوفاة ولي العهد السعودي، وقال أوباما في بيان إن ولي العهد السعودي “دعم بقوة الشراكة العميقة والدائمة بين بلدينا” مقدماً “تعازيه الحارة إلى الملك عبدالله والأسرة الملكية والشعب السعودي” .
وأضاف “بصفته وزيراً للدفاع والطيران طوال أكثر من خمسين عاماً، فإن ولي العهد الأمير سلطان كرس نفسه لسلامة شعبه وبلده، كان صديقاً غالياً للولايات المتحدة” .
بدوره أشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بولي العهد السعودي الراحل الذي “اضطلع بدور رئيس في تحديث المملكة العربية السعودية وكان “صديقاً وفياً” لفرنسا، وقال في رسالة تعزية إلى الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز نشرها
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته اللهم ثبته في السؤال الرجاء الدعاء له
